الخميس، 6 فبراير 2014

تكوين .. والكتابة عنها

الحدوتة اللي كان ناس قليلة فكراها، بتحكي عن الولد الأسمر الطيب اللي شعره منكوش وصوته كله هم وجمال، وحبه للبنت اللي اترفض طلبه قدام اهلها بانها تكون شريكة ليه، لكنه مستسلمش وعينه فضلت تلمع كل ما يعدي يستمتع بطلتها من ورا الشبابيك، الأيام عدت وعين الولد ضيها مبينطفيش غير يوم لما لقى البيت روحه مش موجود وأما سأل الحارس قاله ان صحاب البيت هاجروا، صاحبنا دخل في مرحلة اكتئاب كبيرة مطلعش منها غير وهو مشهور بيغني غنوة اسمها شبابيك والولد كان اسمه منير.

  أسبوع واحد كفيل انك تخلق فيه قصة عظيمة بتعقيدات حقيقية وبعمق معنوي رهيب، تقدر تخلقها لكن مستحيل تعبر عنها بشكل أكتر من حكيها بالكلام.
دايماً بتقابلني مشكلة التعبير بالكلام اللي قررت اني أخليه بالعامية المرة دي، جايز التعبير يكون أقوى، كتعبير كامل عن اللي بيفكر فيه العقل لكن برضه مش مقتنع باي حاجة تانية تقدر توهب التوضيح للانسان غير الكتابة.
 وكان من الحاجات الجميلة اللي حصلتلي السنة اللي فاتت هي إن (تكوين) ظهرت في حياتي،أكتر حاجة شدتني اني اعرفها إنه عجبني الاسم زي ما عجبني الشعار (الكتابة والكتابة عن الكتابة)، حسيت إنها الأستاذ اللي محتاج أقعد أتكلم معاه لكنه بيتهرب بطريقة ملهاش سبب معين، أو زي النبع اللي ممكن تاخد منه زي ما انت عايز.
 في حبة ناس كده في حياتنا بتدينا أمل انساني في اننا اتخلقنا عشان نكتب، زي الاقتباس من كلام ارنستو ساباتو عن مهمة الأدب "قال “دون” أن لا أحد ينام في العربة التي تقلّه من الزنزانة إلى المقصلة، لكننا ننام جميعًا من الولادة حتى القبر، أو أننا لم نستيقظ حقًا. وإحدى مهام الأدب العظيم هي إيقاظ الإنسان السائر صوب المقصلة".كمان الكتابة هي الحاجة العظيمة اللي خلقت الكلمة اللي مات بسببها ناس كتيرة، وهي الرسول الأول اللي كان قبل الغراب لكن لسه ممتش، فمن قبل الخليقة كانت الكلمة ومن بعدهم ستكون، و في اللحظة اللي بتؤمن بيها فعلاً انك اتخلقت عشان تكتب يجيلك هاجس "لو أن الله قد خلق أناساً كثيرة والأقلام كانت هبة تمنح من عنده سبحانه، هل تكون انت الجدير بتلك المنحة الالهية؟!!".
هي فعلاً الكتابة وظيفة جميلة وقيمة جداً في اننا منقدرش نتخيل تطورنا من غيرها، زي لو كان منير مغناش (شبابيك) واستسلم لكآبته وقدم على وظيفة واشتغل موظف حكومة، كان هيموت ورسالته الكبيرة موصلهاش، فكرة الرسالة بتطاردنا زي مطاردة العفاريت كده، احنا مخلوقين ليه؟!!، واللي ملامحها بتبدأ تظهر عنده بيزيد خوفه انها تتوه منه أو يموت وهو لسه موصلهاش، أعتقد إن أعظم وظيفة بيمنحها ربنا لينا اننا نعلم الناس ازاي يعيشوا، وأعتقد مفيش حاجة بتنافس الكتابة في المجال ده، وعشان كده بعافر فيها..

حاجة اخيرة :- الناس الطموحة اللي بقابلها كتير اليومين دول بيفكروني ب(جولياديكين) اللي قال عنه بيلسنكي "إنه واحد من أولئك الناس الحساسين الذين نجد أمثالهم في الطبقات المتوسطة والدنيا، فهو سريع التأذي، شديد الطموح، يترائى له دائمًا أنه مستهدف ببعض الكلمات وبعض النظرات وبعض الحركات، وأنه يحاصر وتدبر له المكائد"                 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق