الخميس، 8 أغسطس 2013

حدثيني عن وطن !!

عزيزتي التي لا أعلمها

لا أعلم من أين أبدأ تلك المرة، فبعد النجاه من آخر محاولة واقتراب الموت مني أكثر كل سنة وانتي طيبة.


أصبحت تراوديني كثيراً في تلك الرحلات المسائية بتلك الهيئة المحفورة دائماً في ذاكرتي، فكيف لي أنا أنسى بشرتك الشقراء وشعرك البني القصير وتلك العينان الناعستان وشفاهك الرفيعة التي تتناغم مع أنفك الأفطس قليلاً والنمش الخفيف الممتلئ على وجنتيك، قد يختلف في وصفك الكثيرين وقد يستنكر الجميع عندما يعلم أنك بالنسبة لي تعنيلي الكثير، وربما مكتملة الأوصاف التي أحلم بها، وبمناسبة الحديث أرجوك لا تخلعي نظارتيك فمهما حدث فأنا عرفتك عزيزتي من نظارتيك المثيرة للجدل بالنسبة للجميع، فأنا رأيتها وقررت أن أتعرف على صاحبتها، لأفاجئ بالشخصية المثيرة للجدل أكثر من نظارتها.
أنت بالتأكيد لا تعلمين مدى اعجابي بك فكل يوم تزدادين عندي مكانة، فلن أنسى ذلك اليوم الذي رويت لي عن حكاياتك مع ال18 يوم، قبل أن أراك في محمد محمود ومجلس الوزراء كالجمرة المتقدة، لن أنسى مسيرة الذكرى الثانية لوفاة خالد سعيد رأيت يومها مدى انسانيتك وحرقتك على احتمالية عودة النظام السابق متمثلاً في شفيق، لطالما تجادلنا فيما سنفعله فنحن نعلم أن مرسي لا يعبر عن طموحاتنا ولكني أقتنعت عندما رأيت المسيرة بالعدول عن فكرة المقاطعة واحساس الشفقة من نفسي كان يغتمرني تلك الليلة.

قد تكونين التشخيص الحي للمرأة بمائة رجل، ففي الوقت التي كنت تحاربين فيه من أجل اقناع الناس بحقوق شهداء مدبحة بورسعيد، كان الكثير من الرجال يتهكمون على القتلى في جلسة مسائية على مقهى بلدي مع أصحاب الكروش المنتفخة، بالطبع لن أقارنك بالكثير من الفتيات التي لم تكن تعلم معنى حكم العسكر من أساسه، فهنا لا يوجد مجال مطلقاً للمقارنة

لم أرك يوماً بتلك الحالة السيئة من البكاء الهستيري، الحقيقة أنني لم أرك تبكين قبل ذلك مطلقاً برغم أنك رأيتني سابقاً كذلك، أستطيع أن أجزم أنك لم تبكي من البيان الذي أطاح بمرسي وأعلن اللجوء لانتخابات رئاسية مبكرة، لا !! أنا أعرف أنك غير راضية مطلقاً عن سياسات الاخوان وطريقة ادارتهم للبلاد والازمات، ولكني أستطيع أن أعرف أنك كنت تبكين من مدى سعادة الناس بعودة العسكر لسدة الحكم حتى وان كان انتقالياً، وأيضاً سعادتهم بعودة الداخلية التي يدعون بأنها شريفة للمشهد في الشارع، وهتاف الجيش .. والشرطة .. والشعب .. ايد واحدة

أدرك بكائك الهستيري، فانت حتى الآن لم تنسي ثائر الذي اعتقل بعد سحله أمام عينيك من كلاب الداخلية، وبكاء أمك اليومي على ابنها الذي ذهب على الأرجح بلا عودة، لم تنسي علاء عبد الهادي والشيخ عماد ومينا وجيكا والغندور.... لم تنسي كما نسوا هم!!


لكنني عرفت الآن سبب تلك الهواجس المحملة بالكراهية التي تراود كلانا تجاه هؤلاء الذين يحملون الأعلام

عزيزتي لماذا نضحي نحن بأنفسنا من أجل وطن لا يستحق، أو ما هو الوطن إن لم نكن نحن فيه كبني آدم، كلمة وطن هذه كانت هي الخديعة الكبرى التي ابتكروها لاعدامنا جميعاً.     إنهم حتى لا يعلمون لماذا نقاتل؟!!!


اننا نقاتل من أجل انصاف هؤلاء المظلومين من أجل الحرية والكرامة لكل من يحتاجها، من أجل أن نظل المسمار الذي يأرقهم فوق كراسيهم ولن نهتم أين سكون عملنا المرة القادمة !!

لكني أرى أن نبدأ من هنا فالظلم قد تفشي ويخرج بعبائته مختالاً!!

أحضري خوذتك وحضري وصفة الخل ولا تنسي الكوفية والقناع والنظارات والبسي عشان نازلين ;)        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق