الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

الطريق

عزيزتي ..
التدوين يعد افضل وسيلة للاستمرار في تلك الحياة أو ما يطلق عليها غالباً، إننا نضمن به أنه بالتأكيد سيخلد عندنا حدث ينعش قلوبنا المسكينة حينما نتذكره.

أحببت أن احكي لكِ الكثير من التفاصيل لكن أنتي لن تقري هذا وتضيعي وقتك الذي أحسبه ثميناً، وعليه أستطيع إخبارك أن الحياة الانعزالية البعيدة عن التجدد مثل التاج الذي لا يراه سوى الطموحين الذين لم أكن منهم كما كنت أعتقد دائماً، فأنا العجوز الذي أمضى زهرة شبابه باحثاً هنا وهناك عن تلك اللوحات التي تبهر الناس دائماً حتى أصبحوا يُقسِمون بها صباحاً ومساءاً، مضى في مساره وهو يعلم أنه لا مجال للعودة عندما يصل للنهاية لكن عناده انتصر عليه كما يفعل دائماً، وانبهر برسومات لم يلبث أن تأكد أنها كانت على حائط يسد طريقه الذي يجب ان يسلكه أو هكذا كان يخطط دائماً، لم يدرك حتى أن الوقت نفذ منه حتى يعمل على تعديل الأمور.

يا لي من أخرق!!
بالتأكيد ستقولين أن هناك أمل دائماً كما إعتدت أن أسمعك تقولين دائماًـ لكن أفيقي!! الأمل موجود لكن في الأجيال، نحن سرقتنا الحياة كما تفعل دائماً، بحق ما تقدسين!! أنت لم تريني منذ فترة لكنك ستدركين تماماً ما أقول عند رؤيتي، لقد أصبح جسدي هزيلاً والعمر الأعرج يرافقه في كل مكان، وقلبي يذبل كما تذبل رسائلي يومياً، وروحي لاتجد وصفاً غير ضحكاتك الساخرة لتعبر عنها، عزيزتي حقاً لا يوجد أمل.

هلا علمتي لماذا أكتب!!
أكتب حتى أضع حداً لك لتعلمي، حتى لا تفني حياتك كما فعلت أنا في البحث عن الانبهار الذي يشعر به الناس، بجدران كانت تحطم احلامي في الطريق الذي لم أستمتع فيه سوى بالدقائق الأولى، أنا اكتب إليك حتى تدركي أنه سد لا تذهبي إليه وتضيعي الكثير..

عزيزتي عندما ستعبرين الطريق التي اخترته لنفسك في أمان وترين الحائط قد ترسخ خلفك ستفتح لك أبواب الجنان التي كنت دائماً تحملين مفاتحها لكنك لا تدرين أين الأبواب.

اذهبي ولا تتركي شيئاً خلفك فلا يوجد ما تندمين عليه، وأنا سانتظر الخلاص في كل دقيقة، عسى ان أستطيع أن أفعل ما عجز عنه الجميع، لكني ما زلت أشعر أني لست على مايرام وأن الخلاص سيكون أبدياً لكن إلى تلك اللحظة انتظري رسالتي القادمة!!
ما دمت سأحيا فانتظري رسائلي..
المخلص دائماً.!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق